top of page
1- سياق النشر ومكانه في عمله

تتوافق مذكرات رحلات عبد الكريم غلاب مع التزامه: فهو مثقفٌّ يُراقب العالم ويعود بدروسٍ للمجتمع المغربي. كُتبت هذه المذكرات في مراحل مختلفة من مسيرته المهنية، وتجمع بين التحقيق الصحفي والتأمل والتربية المدنية .

2- البنية والسرد

الشكل المركب: سلسلة من المقالات/الفصول المستقلة المرتبطة بخيط موضوعي؛ سرد من منظور الشخص الأول من قبل الشاهد، أحيانًا يشبه المذكرات، وأحيانًا أخرى يكون تركيبيًا.

3- الشخصيات والرمزية

المسافر المثقف شخصية محورية: وسيط بين الثقافات. الأماكن التي يزورها (أمريكا، مكة، موسكو) تصبح رموزًا (الحداثة، القداسة، الأيديولوجية) للتفكير في بدائل ممكنة لنموذج ما بعد الاستعمار .

4 - الموضوعات الرئيسية
  • مقارنة بين الأنظمة السياسية والاجتماعية؛

  • العلاقة بين الدين والحداثة؛

  • نقد النماذج المستوردة؛

  • التعليم والإعلام ودور المؤسسات؛

  • السعي لإيجاد نموذج وطني مناسب.

5 - الأسلوب الأدبي والجماليات

مزيجٌ ناجحٌ من السرد الصحفي (التفاصيل، التواريخ، اللقاءات) والارتقاء الأدبي (الاستعارات، التأملات). تُولي الكتابةُ الأولويةَ للوضوح، والضبط، وأخلاقيات الشهادة.

6 - الاستقبال النقدي والنطاق الفكري

تشتهر مذكرات رحلات عبد الكريم غلاب بصدقها الفكري وبتقديمها مقارنات رصينة للقارئ العربي. فهي تُثير جدلاً حول التحديث وكيفية إجراء الإصلاح الوطني دون فقدان الأسس الثقافية.

صحفي في أمريكا

(Ṣaḥafī fī Amrīkā)

صحفي في أمريكا

ترجمات أخرى ممكنة:

  • صحفي في الولايات المتحدة (أكاديمي)

  • مراسلات من أمريكا (افتتاحية)

طبعة فريدة من نوعها:

  • دار أطلس للنشر، الدار البيضاء (1962)

رحلة صحفية وسجلّ رصدي: يروي عبد الكريم غلاب، بصفته صحفيًا ومراقبًا سياسيًا، انطباعاته ولقاءاته وتحليلاته خلال إقامته المهنية في الولايات المتحدة. يمزج الكتاب بين التقارير الصحفية والتأملات المقارنة والتأملات في الحداثة الأمريكية من منظور مثقّف مغاربي.

ملخص :

يجمع الكتاب مقالات ووقائع كتبت على أرض الواقع: المناظر الطبيعية الحضرية الأمريكية، والمؤسسات السياسية، والحياة اليومية، والصحافة ووسائل الإعلام، والعلاقات الاجتماعية، واللقاءات مع الفاعلين السياسيين والفكريين.

يقارن عبد الكريم غلاب بين أنماط الحياة الأميركية والنماذج الديمقراطية والتوترات الاجتماعية مع الواقع المغاربي، ويقدم للقارئ العربي قراءة نقدية وعميقة لأميركا.

وتنتهي الرواية في أغلب الأحيان بدروس: ما يمكن استعارته، وما يجب رفضه، وكيفية التفكير في التحرر الوطني دون تقليد .

تحليل :
1. سياق النشر ومكانته في التاريخ الأدبي

نُشر هذا العمل في فترةٍ شهدت فيها كتابة الرحلات رواجًا أدبيًا معترفًا به في المغرب العربي، وهو يجمع بين الصحافة والمقالة. يرى عبد الكريم غلاب أنه يعكس اهتمام المثقفين المغاربة بدراسة "النموذج الغربي" دون أيديولوجيته، لاستخلاص دروس عملية منه .

2. البنية والسرد

بنية مُسلسل/مُركّبة: مقالات أو فصول مُستقلة، لكنها مُترابطة موضوعيًا (وسائل الإعلام، المؤسسات، الحياة الحضرية، المدرسة، العمل). سردٌ من منظور الشاهد المُبلّغ، يتناوب بين الوصف الواقعي والاستطراد التحليلي.

3. الشخصية والرمزية

الراوي الصحفي هو الشخصية المحورية: شخصية المراقب الواعي، وسيط بين عالمين. أمريكا، في صورتها المزدوجة (نموذج/تحذير)، تُمثّل رمزًا للحداثة المعقدة: جذابة، منتجة، لكنها مقيدة بتناقضاتها الخاصة .

4. المواضيع الرئيسية

الحداثة وحدودها؛ الصحافة والرأي العام؛ المؤسسات والحياة المدنية؛ التفاوت الاجتماعي؛ مقارنة النماذج التعليمية والاقتصادية؛ العلاقة بالتقدم التكنولوجي والثقافي .

5. الأسلوب الأدبي والجماليات

أسلوبٌ حيويٌّ وصحفيٌّ: جملٌ دقيقة، ووصفٌ حسيّ، تتخلله تعليقاتٌ تحليلية. يمزج الأسلوب الجماليّ بين التقارير (التفاصيل، التواريخ، الأماكن) والتأمل الأدبيّ (المقارنات الثقافية، الصور المجازية) .

6. الاستقبال النقدي والنطاق

قُبلت هذه الرواية كشهادة قيّمة من مثقّف عربي عن أمريكا، واستخدمها القراء المهتمون بمقارنات الشمال بالجنوب. وساهمت في ترويج أسلوب السرد الصحفي في المغرب. يُقرّ النقاد بوضوحها وتباعدها النقدي، معربين أحيانًا عن أسفهم لتعميماتها، لكنهم يُشيدون بصدقها الفكري.

خاتمة :

"صحفي في أمريكا" هو كتاب رحلة صحفية قيّم بمنظوره النقدي والمستنير: يجمع عبد الكريم غلاب بين الفضول الإثنوغرافي والواجب المدني، ويدعونا إلى حداثة مدروسة وغير منسوخة .

من مكة إلى موسكو

(Min Mecca ilā Mūskū)

من مكة إلى موسكو

ترجمات أخرى ممكنة:

  • من مكة إلى موسكو (حرفيًا)

  • السفر: من مكة إلى موسكو (افتتاحية)

طبعة فريدة من نوعها:

  • دار الكتب، الدار البيضاء (1971)

رحلةٌ رمزيةٌ وجيوسياسيةٌ من مكة المكرمة، المركز الروحي الإسلامي، إلى موسكو، مركزٌ سياسيٌّ رائدٌ للحداثة. يرصد عبد الكريم غلاب التناقضات الثقافية والدينية والسياسية، ويتأمل في العلاقات بين الروحانية والسياسة والحداثة في سياقاتٍ مختلفة.

ملخص :

يجمع الكتاب انطباعات عن الحج، وأشعارًا شعرية، وتأملات تحليلية. يُعيد الجزء الأول خلق الأجواء الدينية والاجتماعية في مكة المكرمة - من شعائر، وشعور بالقداسة، ولقاءات - ويتناول مكانة الدين في المجتمع المعاصر. أما الجزء الثاني، فينقل القارئ إلى الاتحاد السوفيتي (روسيا): مدنًا، ومؤسسات، وعناصر من الفكر الاجتماعي والعلمي.

يُسهم التباين بين الفضاءين في التأمل في كيفية تنظيم المجتمعات نفسها حول مشروع المقدس أو مشروع الدولة. وبين الاثنين، يبحث عبد الكريم غلاب عن سبل للحوار والتفاهم المتبادل .

تحليل :
1. سياق النشر ومكانته في التاريخ الأدبي

هذه الرواية جزء من تراث السفر العربي المُعاصر: ليست رحلة جغرافية فحسب، بل رحلة فكرية أيضًا. تعكس فضول المثقفين العرب تجاه الفضاء السوفييتي وحرصهم على تفسير الحداثة من منظور إيماني .

2. البنية والسرد

قسمان رئيسيان (مكة/موسكو) تربطهما تأملات مقارنة. سرد شخصي، يتناوب بين الوصف الغامر والاستطراد التحليلي؛ واستخدام متكرر للحكاية لإلقاء الضوء على قضايا أوسع.

3. الشخصية والرمزية

يُمثل الشاهد المسافر (عبد الكريم غلاب نفسه) شخصية محورية: جسرًا بين المقدس والدنيوي. ترمز مكة إلى التقارب الديني، بينما ترمز موسكو إلى الصرامة السياسية والعلمية: قطبان للتأمل في الحالة الإنسانية المعاصرة .

4. المواضيع الرئيسية

المقدس في مواجهة السياسي؛ الحداثة والروحانية؛ التفاعل بين الثقافة والأيديولوجيا؛ إمكانية الحوار بين الحضارات؛ آمال وحدود النماذج الاجتماعية .

5. الأسلوب الأدبي والجماليات

نثرٌ مُثيرٌ للعواطف في مشاهد مكة؛ ونبرةٌ تحليليةٌ أحيانًا، بل وحتى مُجردةٌ، في صفحات موسكو. يمزج العمل بين الغنائية الدينية والدقة الواقعية .

6. الاستقبال النقدي والنطاق

وقد تم تقدير هذا الكتاب باعتباره شهادة نادرة تجمع بين الحج والملاحظة السياسية، وقد قرأه أولئك الذين يبحثون عن وجهات نظر غير مانوية حول المساحات الدينية والأيديولوجية؛ وأشادوا بقدرة غلاب على الحفاظ على سجلين (روحي وتحليلي).

خاتمة :

"من مكة إلى موسكو" رحلةٌ ذات دلالةٍ مزدوجة: رحلةٌ داخليةٌ وتحولٌ جيوسياسي. يستخدمها عبد الكريم غلاب كأداةٍ لفهم التفاعل بين الإيمان والعقل .

مذكرات رحلات عبد الكريم غلاب ليست مجرد يوميات رحلات، بل هي أدوات للتأمل السياسي والثقافي. من خلال مراقبة الآخرين، يُمعن غلاب النظر في مجتمعه، ويقترح مساراتٍ مُختارة بعناية، حذرة، ومدروسة للتحرر. تشهد هذه النصوص على طموح مثقف يرى في السفر وسيلةً: الفهم من أجل التغيير .

bottom of page